في زيارتي الأخيرة للأردن، تعرفت على إحدى الأخوات الطيبات هناك، قبل أيام اتصل بي شقيقها بعد أن أعطته رقم هاتفي، يطلب مساعدتي ” أعذريني يا دكتورة على إزعاجك، لكنني أتوسم فيك خيرا، أنا الآن في المغرب ( ذكر إحدى المدن) منذ أربعة أشهر، أقطن في فندق بكل تكاليفه إلى جانب تكاليف المحامي، كنت قد تزوجت مغربية في الأردن وأنجبت لي بنتا عمرها سنتان ونصف، سافرَت للمغرب لزيارة أهلها فإذا بي أفاجأ بها ترفع علي دعوى التطليق للشقاق، وتحرمني من زيارة ابنتي، قالت لي : “مالكش عندي بنات” وتطلب مني نسيان ابنتي لأنها تنوي السفر بها لإيطاليا والاستقرار هناك. قال أنه بذل كل المساعي ووساطات الأهل لترضيتها لكنها مصرة على الطلاق، يقول أنه الآن يقبل بالطلاق لكنه يبحث عن تسوية لزيارة ابنته والتواصل معها بطريقة طبيعية أعطاني رقم والدة الزوجة وطلب أن أتوسط لطلب تسوية حبية لأنه يظن أن ذلك سيفضي إلى نتائج إيجابية كان اتصالا مؤثرا بالنظر إلى حالته النفسية، علما أنني أعرف حالات متعددة لآباء يعانون الأمرين لزيارة أبنائهم والتواصل معهم بعد الطلاق، ومحاكم الأسرة شاهدة على قضايا مقررات الزيارة ومشاكلها بين الأم الحاضن والأب . تعاني النساء الحاضنات بعد الطلاق بسبب تعنت بعض الآباء في كل ما يتعلق بالولاية الشرعية ومتعلقاتها، لكن الكثير من الآباء يعانون أيضا بسبب أمهات غير إنسانيات وعائلاتهن الغريبة الأطوار لارتكاب جرائم قطع الرحم وحرمان الأطفال من زيارة والدهم وعائلاتهم من جهة الأب ( الأجداد والأعمام والعمات) ويحصرون علاقات الطفل العائلية في الأجداد للأم والأخوال والخالات، وهو أمر وجب الحديث عنه بعدل وموضوعية ما دامت المصلحة الفضلى للطفل هي الهدف الأسمى للمدونة، وبعدها حقوق وكرامة الأم والأب. لا يعقل أن يظل الأب رهينة المفوضين القضائيين وردهات المحاكم لزيارة أبنائه الذين من صلبه ويحملون اسمه بسبب نزوعات انتقامية غريبة عند الأم تضر بأبنائها قبل الإضرار بطليقها، كما لا يعقل أن تظل الأم الحاضنة رهينة الإدارات المتعنتة كلما سعت لاستخراج وثيقة بسيطة تهم ابناءها الذين تشرف على تربيتهم وتقوم بأعبائها بسبب نزوعات انتقامية غريبة تسكن طليقها. المدونة في حاجة إلى تعديلات منصفة تضمن حقوق الأطراف
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...