تابعونا على:
شريط الأخبار
مجلس اعمارة يقدم مخرجات رأيه حول “الفلاحة العائلية” بعثة سيمبا تصل للبيضاء تأهبا لمواجهة نهضة بركان الأمير مولاي الحسن يترأس مأدبة غداء احتفاءً بالذكرى الـ69 لتأسيس القوات المسلحة الملكية الداكي يسلم مفاتيح النيابة العامة لبلاوي المغرب يؤكد التزامه الدائم بحفظ السلام خلال مشاركته في مؤتمر أممي ببرلين أسرة القوات المسلحة الملكية ترفع برقية ولاء وإخلاص إلى الملك تعليق الصين استيراد الدواجن المغربية بسبب “نيوكاسل”.. الفيدرالية توضح أمير المؤمنين يوجه رسالة سامية إلى الحجاج المغاربة قمة القسم الثاني: بين الكوكب لحسم الصعود ومولودية وجدة لضمان البقاء نهضة بركان يطرح تذاكر مباراة النهائي أمام سيمبا الهرهورة تغلي.. أرباب المقاهي يهددون بالإضراب الـ” OCP” والوكالة الفرنسية للتنمية يوقعان اتفاقية لتمويل برنامج الاستثمار الأخضر تحديد موعد انطلاق تداريب الرجاء فرنسا تعلن طرد دبلوماسيين جزائريين إلزامات لصُناع المحتوى.. تفاصيل قانون تُعده الحكومة لتقنين العالم الرقمي ترامب يعلن عن خطوة مفاجئة تفتح الباب أمام انتعاش اقتصادي محتمل فصيل الجيش الملكي يحذر من خروج فريق بموسم صفري بنسعيد: إصلاح مدونة الصحافة ركيزة لترسيخ الديمقراطية في المغرب البيجيدي” يطالب بمهمة استطلاعية حول الهجمات السيبرانية بالمغرب مصرع 7 أشخاص في حادثة سير مروعة بإقليم الصويرة

كتاب و رأي

عبد العالي بن مبارك بطل

الكاظمون الغيظ والعافون عن الناس

حقيقة لا مفر منها انه من بين أبشع الجرائم الخفية وأخطرها في وقتنا الحالي والتي لا نشعر بها، هي تربص وتصيد أخطاء الآخرين، على الرغم من أن البعض منا لا يراها كجريمة يعاقب عليها .

والسبب في هذا، هو عدم وجود عقوبة شرعية أو قانونية محلية أو دولية تحد وتعاقب مرتكبها، جريمة تعاقب وبشكل قطعي كل متربص ومتصيد لأخطاء الناس، كالتربص في الماء العكر (المتسخ)، ذلك الشخص الذي ينقل ويفرح أشد الفرح عند نزول المصائب والبلايا بهم، والمكتفي والباحث فقط عن أخطائهم، والـمُعَظِمَ لزلاتهم، الذي منهجيته الأولى هي ثقافة إسقاط الآخرين، دون النظر إلى النتائج الايجابية والانجازات التي حققوها.

ومما لفتني في هذا الموضوع هو حكمة ومقولة للعالم انشتاين، حيث يحكى أنه في يوم من الأيام وبينما هو يكتب درسا من الدروس للطلاب لديه، أخد في كاتبة جدول ضرب 9 على اللائحة وما إن انتهي من كتابة جدول الضرب، انتبه الطلبة لخطأ واحد في الجدول حين كتب انشتاين “9×10 ” تعادل 91 بدل 90 فأخذ الطلاب في الضحك وبشكل جماعي . ولكن ما إن انتبه انشتيان لضحكات الطلبة التفت إليهم وسألهم، ما السبب في ضحككم، هذا؟ فأجابوه، هناك خطأ في جدول الضرب ارتكبته يا أستاذ يجب عليك كتابة 90 بدل 91 فأجابهم وكان هذا هو محور درسهم، أنتم تضحكون وتستهزئون من خطأ واحد ارتكبته! بينما لم تقوموا بتشجيعي وحتى التصفيق لي على التسع الإجابات الصحيحة التي أنجزتها، فقط انتبهتم لخطأ واحد، إذا انتم لمن الأشخاص التي تتربص وتفرح لكل شخص حين يخطئ، على الرغم من كل الانجازات الجيدة التي حققها. كما أن هناك حكاية أخرى مماثلة ألهمتني تعود للإمام الشافعي، حيت يحكى أن الإمام أحمد قال لعبد الله بن الزبير الحميدى – تعال لأريك رجلاً لم تر عينك قط مثله من الحكمة والمعرفة والنباهة والفكر واللغة، وذهب به إلى الإمام الشافعي فسألوه مائة مسألة أو أكثر وأجابهم عليها بكل تفصيل وبرهان وحكمة، فلما خرجوا من مجلسه التفت الإمام أحمد إلى عبد الله بن الزبير، وقال له: كيف رأيت الإمام الشافعي ألم أقل لك أنه من خيرة العلماء؟ قال بن الزبير: ما أعجبه! ولكن هل لاحظت أنه أخطأ ولم يصب بشكل جيد في مسألة أو مسألتين حيث قال كذا وكذا ؟ فأجابه الإمام أحمد بتعجب! كم يا أخي خطأ أو خطأين من مائة مسألة طرحت عليه؟ لماذا ركزت يا أخي على خطأ أو خطأين بينما هو أجاب على ما يفوق تسعين مسألة صحيحة وبكل صواب ودقة وتفصيل محكم ، فلماذا يا أخي لم تخذ صوابه وتترك خطأه.

فيا عجب لأمر حالنا هذا نحن البشر، نتفنن ونمتهن بكل احترافية فقط إسقاط وتصيد أخطاء الآخرين بحيث نجعلها جزءا عمليا من حياتنا وثقافتنا اليومية؟ ربما أنها فطرة بشرية وخير دليل على ذلك، أننا نرى أطفال صغار يتصيدون أخطاء بعضهم البعض آملا في استرضاء والديهم، لكن هذا الأمر كان يجب أن يظل محصورا في عالم بريء بالأطفال لا يتعدى كونه دعابة وقتية تنتهي بتدخل الوالدين لإصلاح الاعوجاج، وإعادة الوضع إلى نصابه الصحيح. ولكن ما أن يصل الأمر إلى عالم الكبار وحتى المفكرين والنابغين منهم، فهذه مسألة خطيرة تستوجب إعادة النظر فيها، ولم لا معاقبة مرتكبيها لكي لا نرى خسائر كثيرة في مجتمعاتنا وقيمنا الثقافية والتربوية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما الحكمة إذن من تصيد أخطاء الآخرين في سن ودرجة فكر عالية طالما باستطاعتنا أن نقدر انجازاتهم؟ والمانع من تقبل الخطأ والسقوط ؟ كلها تساؤلات وجب علينا النظر فيها وبكل جدية ونزاهة من أجل التقليل منها.

فتصيد أخطاء الناس دون النظر لصوابهم وانتاجاتهم الايجابية بعقلانية ودون استهزاء وتربص، هي ظاهرة وداء ليس بوليد اليوم، لكنها شهدت انتشارا واسعا نتيجة التكنولوجيا و برامج التواصل الحالية ، بحيث أصبح وضعنا الحالي وبكل صدق لا يبشر بخير، ففي الوقت الذي بلغ بنا الحرص على اقتناء هذه التكنولوجيا والاستفادة منها، إلا أنها أبانت عن أخطار كبيرة لم تكن معروفة في السابق، فقد دخلت كل بيت، وأصبحت بيد كل شخص طفل أو طالب أو متعلم أو عالم، والمجهول لا يعلمه إلا الله، لست بالناكر لفوائد التكنولوجيا، ولا أدعو إلى التخلي عنها كليا، بل أدعو إلى التنبه واليقظة لمخاطرها وكوارثها، وخصوصا بين أهل العلم والفكر وخاصة في باب التناصح وعدم التربص بالأخطاء والزلات بين الناس وفيما بينهم.قال تعالى: “الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (141) سورة النساء .

والغريب من هذا أننا أصبحنا نشاهد بعض المفكرين والنبهاء وأصحاب العلم والفكر اليوم رأوا الاستفادة منها في جانب لم يكن معهودا فيما مضى من الزمن، وأعني بذلك نشر الأخطاء التي قد تقع من بعضهم، حتى غدا البعض منهم يتتبع الزلات والهفوات فقط، وينشرها بين الملأ، مما جعل فئات كثير من أفراد المجتمع على اختلاف أهوائهم يطيرون بها فرحا، ويتداولونها في مجالسهم وفي وسائل التواصل، ويستدلون على صحة من يقولون بما ذكره المفكر الفلاني عن أخيه الآخر، دون الرجوع للأسباب والمبررات والظروف الذي أدت لذلك.

صحيح أن كل منا لديه أخطاء، ولا يوجد إطلاقا إنسان خالٍ من العيوب والأخطاء، لكن للأسف البعض منا جعل هوايته الثقافية هي تصيد أخطاء الآخرين، نعم انتشرت هذه الآفة حتى أصبحت في دم بعضنا كعادة! فلماذا إذن لا نحاول جاهدين التخلص من تلك الآفة الخطيرة، لأننا لو نظرنا لايجابيات بعضنا وتصحيح زلات بعضنا، بطريقة دبلوماسية ولبقة، لتغير حال مجتمعنا للأفضل.

الأخطاء تقع ونحن لسنا ملائكة، وتقبل وقوع الأخطاء والتجاوزات جزء من واقعية الحياة، والأشخاص الكبار من الداخل والواثقون من أنفسهم، هم الأكثر ميلاً للتسامح والترفع عن تصيّد أخطاء الآخرين، وإبراز منجزاتهم وتصحيح أخطائهم بطريقة لبقة ودبلوماسية دون إحراج واستهزاء من مرتكبها.

كما أن الحياة جميلة ورائعة، لذا علينا الابتعاد عن ثقافة إسقاط الآخرين والتعايش مع مسالة هضم أخطائهم إذا كانت غير متعمدة ومكررة، وأن نكون أكثر مرونة في التعامل مع غيرنا ولا ندع الغيرة والانتقام تسيطران على نفوسنا، فلا أحد منا معصوم عن الخطأ والإنسان خطاء وخير الخطائين التوابون والناجحون، كما أن الذي يشتغل ويعمل بجد هو أكثر عرضة للأخطاء، من الشخص الذي لا يتشغل ويعمل يقول بشار بن بُرد :

إذا كنتَ فى كُلِّ الأُمُورِ مُعاتِباً … صَدِيقَكَ، لم تَلْقَ الذى لا تُعاتِبُهْ

فعِشْ واِحداً، أو صِلْ أخاك، فإنَّهُ … مُقارِفُ ذَنْبٍ تارَةً ومُجانِبُهْ

فتصيد الأخطاء أسلوب سلبي، يلجأ إليه البعض ليثبت لنفسه أن بقية الناس ليسوا أفضل منه، فهم أيضاً يخطئون، وربما يكون مبرره عند البعض هاجسه الخوف والشك، وأحياناً يكون المبرر بحثاً عن مثالية وهمية، لكن بغض النظر عن المبررات، فالنتيجة أن تصّيد الأخطاء يباعد بين هذا الشخص والآخرين، ويزرع بذور الخلافات بين الناس التي في كثير من الأحيان هم في غنى عنها.

رحم الله الامام احمد حين قال إن التغافل ليس تسعة أعشار العقل, بل العقل كله.

 

 

تابعوا آخر الأخبار من انباء تيفي على Google News

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

محمد الركراكي منذ سنة

حياك الله استاذي الفاضل عبد العلي بطل لا زلت تختار مواضيعك بدقة وعناية وعنوانك هذا اعتبره موضوع الساعة وآفة العصر لانه تفشى في جميع القطاعات وبين جميع الناس بسبب الحسد والغيرة وحب الأذى للآخرين وأرى انه من الصعب معالجته لان الله سبحانه وتعالى قال ( اهبطوا بعضكم لبعض عدو ) اسأل الله ان يغفر لنا ولكم ويتجاوز عنا وعنكم ويصلح احوالنا وأحوال المسلمين

سياسة

البيجيدي” يطالب بمهمة استطلاعية حول الهجمات السيبرانية بالمغرب

للمزيد من التفاصيل...

مشروع قانون المسطرة الجنائية يحظى بموافقة 18 نائب برلماني بلجنة العدل

للمزيد من التفاصيل...

أخبار العالم

فرنسا تعلن طرد دبلوماسيين جزائريين

للمزيد من التفاصيل...

ترامب يعلن عن خطوة مفاجئة تفتح الباب أمام انتعاش اقتصادي محتمل

للمزيد من التفاصيل...

مال و أعمال

الـ” OCP” والوكالة الفرنسية للتنمية يوقعان اتفاقية لتمويل برنامج الاستثمار الأخضر

للمزيد من التفاصيل...

التراب في مواجهة حملات التشويه: نجاح OCP يزعج خصوم الداخل والخارج

للمزيد من التفاصيل...

أخر المستجدات

مجلس اعمارة يقدم مخرجات رأيه حول “الفلاحة العائلية”

للمزيد من التفاصيل...

بعثة سيمبا تصل للبيضاء تأهبا لمواجهة نهضة بركان

للمزيد من التفاصيل...

الأمير مولاي الحسن يترأس مأدبة غداء احتفاءً بالذكرى الـ69 لتأسيس القوات المسلحة الملكية

للمزيد من التفاصيل...

الداكي يسلم مفاتيح النيابة العامة لبلاوي

للمزيد من التفاصيل...

أسرة القوات المسلحة الملكية ترفع برقية ولاء وإخلاص إلى الملك

للمزيد من التفاصيل...

تعليق الصين استيراد الدواجن المغربية بسبب “نيوكاسل”.. الفيدرالية توضح

للمزيد من التفاصيل...

أمير المؤمنين يوجه رسالة سامية إلى الحجاج المغاربة

للمزيد من التفاصيل...

قمة القسم الثاني: بين الكوكب لحسم الصعود ومولودية وجدة لضمان البقاء

للمزيد من التفاصيل...