لم يعد التسول في المغرب مقتصراً على المحتاجين والفئات المُعوزة، بل أصبح تجارة مُربحة يُقبل عليها حتى الميسورون لما تذره من أرباح كبيرة عليهم، الذين تجدهم في قارعة الطريق وأمام المساجد والمحالات التجارية والمطاعم الفخمة لكسب عطف المواطنين.
وأثار مقطع فيديو خلال الأيام القليلة الماضية، لسيدة تمارس “نشاط التسول” بمدينة أكادير تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يظهر في الفيديو امرأة في مظهر رث وهي محملة بالعديد من الأكياس تزعم أنها فقيرة وجائعة، بينما كان هناك من يصورها خفية، حيث تبين أن الأخيرة تملك سيارة من نوع “آودي” تركنها في مكان بعيد حتى لا تثير الشبهات.
وفي هذا السياق، قال محسن بنزاكور، أستاذ التعليم العالي المختص في علم النفس الاجتماعي، إن هذا النموذج من الناس الذي لا يعانون من أية حاجة وعوز، بل ويكدسون الأموال، ومع ذلك يمارسون التسول، يضعنا أمام ثلاثة احتمالات، أولهما احتمال أن يكون المعني بالأمر الذي يمارس التسول، مصاب باضطراب على مستوى الشخصية، بمعنى غياب التوازن بين رغبته في التسول والاندماج الاجتماعي، الذي لا يعتبره من بين الحاجات الطبيعية، لأنه لا يستجيب لرغبته التي تكمن في إثارة الشفقة وهذا ليس بتبرير لظاهرة التسول.
وأضاف بنزكور، في حديثه لجريدة “الأنباء تي في”، أن هناك نوع آخر من الناس لا يعانون من أي اضطراب، لكن يعانون من نوع من الإدمان على سهولة الوصول إلى المال، حيث يقوم هذا النوع باستعطاف الناس وتلاعب بالكلمات والألفاظ الدينية، والجلوس دون أي عمل مثل محاكاة “ألعاب الحظ“.
وأكمل بنزاكور في حديثه قائلاَ: “هناك نوع ثالث وأخير من المتسولين الأغنياء، هذا النوع حسب قوله، اغتنى من خلال ممارسة التسول، ووصل إلى حد الإقلاع عن هذه الممارسة، لكنه استباح الكسل واعتاد على جني الأموال بسهولة“.
وشدد بنزاكور، على انه بالرغم من أن القانون المغربي يجرم ظاهرة التسول، على ضرورة السهر على علاج وتأهيل هذه الفئة من المجتمع من أجل تفادي التكرار أو ما يسمى بحالة العود.
يشار إلى أن وكيل الملك لدى ابتدائية أكادير، أمر بمتابعة المتسولة المثيرة للجدل بمنطقة أورير ، في حالة اعتقال، وإيداعها سجن أيت ملول.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...