قال حسن أوريد، المُفكّر والأديب المغربي، إن الأمازيغية عرفت تطورا مهما في فترة حكم الملك محمد السادس، حيث “تم الاعتراف بالأمازيغية كلغة مع انشاء معهد للثقافة، بل تم الاعتراف بها كلغة رسمية”، مستدركا بالقول:”لكن الأجرأة شيء آخر، حيث لم يتم الارتقاء بها كما ينبغي”.
وأوضح أوريد، أثناء حلوله ضيفا على برنامج “بلا قيود” على قناة bbc، أن هناك “تحولا في التعاطي مع الأمازيغية لكن في حدود”، مبينا أن الأمازيغية لم تعد “تابو، فحينما تتجول في شوارع الرباط أو أي مدينة في المغرب ترى حروف “تيفيناغ” أو تشاهد الأمازيغية في التلفزيون، إذ كان هذا المشهد مُستغربا قبل 30 سنة”.
وفي نفس السياق، أشار المتحدث ذاته، إلى أن قضية الهوية “يجب تجاوزها من أجل شيء جامع وهو المواطنة”، موضحا أن كل خطاب هوية “يمكن أن يؤدي الى خطاب هوية بديلة تكون مُتصادمة، وبالتالي لابد من تجاوز الخطاب الهُوّيَاتي الى شيء جامع وهو المواطنة، أو ما أسميه بالشخصية المغربية عوض الهوية التي من الممكن أن تؤدي إلى تناحُرات”.
وبخصوص تعاطي الدولة المغربية مع الأمازيغية، فبيّن المفكر المغربي، أن (هوية المغرب) تحددت غداة الاستقلال الذي تميز بمناوئة الاستعمار، ولذلك كان كل شيء من شأنه أن يمزق أو يعبر عن تنوع كان ينظر إليه كمدعاة للتمزق وللفرقة، ولذلك ينظر الى المغرب على أساس عربي إسلامي.
وتابع قائلا:”هناك قولة مأثورة لعلال الفاسي الذي يقول إن المغرب مسلم وعربي وفقط، هذا كان في سياق معين أي إلى غاية الثّمانينات حين برز الخطاب الأمازيغي”، مبينا أن الدولة “تلكأت، وهنا أتحدث عن المغرب الذي أعرف وضعه أكثر من غيره، حيث يمكن أن أقول إن تعامل الدولة المغربية مع المقومات الأمازيغية للشخصية المغربية ظل على الهامش حتى بعد الاستقلال، إلى أن عرفت تطورا مع حكم الملك محمد السادس”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...